
من هي هديل؟
سأبدأ من مرحلة ما بعد الانتهاء من الثانوية العامة .. اخترت ان ادرس العلوم المالية و المصرفية فقد كنت منبهرة في هذا العالم من صغري، و بعد حصولي على درجة الدبلوم فقط دخلت سوق العمل في عمر مبكر اذ لم اكن تجاوزت ال 19 عاماً بعد و كنت أصغر موظفة في المصرف ،، و من هنا كانت البداية لصقل شخصيتي العملية المستمتعة برحلة غير مفهومة آنذاك .
كانت تتوارد الى ذهني الكثير من الأسئلة الجوهرية عن سبب العمل و هل انا فعلاً موجودة على هذا الكوكب كي أقوم بدور محدد في وظيفة معينة و هل على الشخص أن يكرس 17 عاماً من عمره في المدرسة حتى يعمل و يصرف مال الراتب و تدور الأيام على نفس النمط!! و السؤال المستفز كان يستمر في الظهور بعقلي، هل يعقل ان ادرس كل هذه المواد و المقررات ولا استخدم أي شيء منها في حياتي؟ هل هي مضيعة للوقت و الجهد بين الكتب و الواجبات المدرسية و عقاب الأهل بسبب أي علامات متدنية و في النهاية بلا أي فائدة أو استخدام حقيقي يذكر؟؟ الكثير من الأسئلة الغير مفهومة بالنسبة لي و التي لم اكن اجد أي إجابات شافية لها من قبل المحيطين بي فما كان مني الا تجاهل ظهورها المستمر و الملح
اثناء عملي في احدى مصارف الدولة قررت ان اكمل مسيرة العلم بالحصول على درجة البكالوريوس في الدراسات المالية،، دعني أخبرك نبذة عن شكل يوم من تلك الأيام في حياتي ..
كنت استيقظ عند الخامسة صباحاً لأبدأ يومي الوظيفي في الساعة السابعة صباحاً و انتهي عند الثالثة و النصف بعد الظهر ، بعدها اذهب مباشرة الى المنزل لأخذ كتب الجامعة و رؤية عائلتي لدقائق معدودة فقط و من ثم اعاود الخروج عند الرابعة و النصف عصراً متجهة الى الجامعة لأبدأ يومي الدراسي عند الخامسة عصراً و حتى التاسعة مساءً أي أنني باختصار لم أكن أجد الوقت إلا للعمل و الدراسة فقط لا غير و لكن و بكل صدق.. بالرغم من المجهود الرهيب الذي كنت أبذله إلا أنها كانت من أجمل مراحل حياتي و أكثرها متعة..
بدأت بمشروعي الأول في سن الواحد و العشرين أي أنني موظفة و لازلت أدرس و على وشك أن أصبح رائدة أعمال و بكل تأكيد كانت تنقصني الكثير من الخبرات و المعلومات حول ريادة الاعمال .. و لكن كنت أجري محاولة لتطبيق المعلومات البسيطة التي املكها لعلي أنجح
و بالفعل كما تتوقع لم أنجح .. استمريت في التعلم و صقل المهارات و إعادة المحاولة في بدء المشاريع و الاخفاقات المستمرة حتى وصلت الى فهم عملي متكامل نتاج خبرة فعلية لآلية بدء و تصميم المشاريع و الإدارة الصحيحة و من هناك أطلقت أول مشروع فعلي لي حيث حققت به نجاح مذهل لنفسي قبل الجميع و الذي بدأ يوضح لي اجابات لأسئلتي المكررة و التي كنت دوماً بانتظار اكتشاف إجاباتها الحقيقية و من هناك بدأت في عالم الأعمال حيث تعرفت الى شغفي الحقيقي في ريادة الأعمال و علم النفس


و بعد التعمق في دراسة علم النفس بمتعة رهيبة و دراسة ريادة الاعمال استطعت ان أصنع الدمج بين العلمين بمكان واحد ولكن كان هناك مكون مهم جداً لإحداث علامة حقيقية فارقة في هذا المزيج المذهل و الغير مكتمل من وجهة نظري و كان هذا المكون الرئيسي هو دمج منهج الحياة الأساسي (كتاب الله عز و جل ) من هنا كانت البداية الحقيقية لنقلة مختلفة و جوهرية في حياتي حيث وجدت إجابات لجميع الأسئلة التي حيرتني لسنوات عديدة بل و إجابات مذهلة صنعت في حياتي طفرات لم اكن اتخيلها
أكملت مسيرة العلم بخطىً واثقة حصلت على درجة الماجستير في إدارة الاعمال ودرجة الماجستير في العلوم المالية الدولية و الدبلوم العالي في علم النفس و ربطت كل ذلك العلم بكتاب الله عز و جل ليصبح الخليط من أروع و أقوى ما يكون و بكل تأكيد لازالت الدراسات مستمرة و ستبقى بإذن الله ما حييت
وبعد بناء علاقات قوية مع عملائي والنجاحات المتتالية بتعاملي مع المؤسسات الخاصة والحكومية وفهم احتياجاتهم الفريدة وتزويدهم بالأدوات والدعم لإحداث التغيير الإيجابي الحقيقي على مستوى الأفراد والشركات قررت أن أنقل علمي وخبراتي عبر التدريب والاستشارات الفردية لمساعدة رواد الأعمال والمهنيين على تنمية مشاريعهم وتعزيز مهاراتهم القيادية ، إذ أني أعتقد اعتقاداً راسخاً أن النمو الشخصي هو حجر الأساس لتحقيق أي نجاح مرجو على جميع الأصعدة حرفياً و من هناك حصلت على اعتراف دولي كمدرب حياة محترف من احدى اهم الجامعات البريطانية و شهادة مدرب دولي معتمد في إدارة الأعمال و تطوير المشاريع التجارية من كبرى الجامعات في الولايات المتحدة الأميركية ، هولندا و دولة الامارات ولذلك أسست ممارستي التدريبية بهدف وحيد وهو توجيه الناس نحو التحولات العميقة بدعم من التدريب المكثف والإرشاد الفردي حيث قمت بتصميم استراتيجيات عميقة جدا للتطوير الذاتي لتمكين الأفراد من اختراق قيود الوهم وتنمية الثقة بالنفس وإشعال تحولات شخصية دائمة بالتركيز على التطور الفكري التخطيط المتقن للأهداف والمرونة والتواصل الفعال والانطلاق إلى ريادة الأعمال بالإعداد التام المكلل بالنجاح والتوفيق بإذن الله